الخرطوم هذه المدينة النمرودة، تضيئ شوارعها من دمنا.. ننزف فيها ملء بوحنا، تنطفئ أنوارها أمامي وخلفي، فأين المفر؟!..
أين المفر وهى تطأني كعقب سيجارة تستميت ذؤابته في البقاء مشتعلة، كمستصغر الشرر.. جذوة خامدة كمشاعري، تنطفئ ببطء دون جذوَّة!
حلمت يقظاً بمستقبل جميل، فتبدد الخوف من الآتِ قليلاً، طردت اليقظة وتداعيت.. فيما يرى النائم.. ركضت على قلبي.. مليون جرح، كل جرح بميل مربع، حاولت أن أنبت فى كل ميل فألاً حميماً يَنُثُ مربع الجرح!.. تسلل صوت سلوى من داخلي:
“عتَّام رجل فقد ظله ذات مسـاء، فتشوَّهت بقعة ما في قلبه المضيئ، أصبح قبل يوم منسي مواجهاً بتناقضات الواقع كفارس قادم من القرون الوسطى، رافق روبن هود في معاركه الدونكشوتية، وأضحى بعد يوم آخر، في زمن آخر، محض ذاكرة موغلة في النسيان”
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.